امبراطورية الرجال - للكاتبة رحاب ابراهيم " الفصل التاسع والعشرين ج 2 "



اربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي الشعبي الفقير حيث المتمردات الأربعة..كيف تسير الأمور بينهم؟ وكيف يلتحم درب البساطة مع الغنا وحياة القصور؟ ولماذا يتنكرون الفتيات بمظهر أشبه بالرجال؟!! العم/ وجيه الزيان والشباب الأربعة.. آسر.. رعد.. جاسر.. يوسف المتمردات.......... سما.. رضوى.. جميلة.. حميدة


امبراطورية الرجال - للكاتبة رحاب ابراهيم


# الفصل_التاسع_والعشرين ج 2
استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

طالت نظرته بعينيها...نظرة محبة ، صدق ، اشتياق ولهفة...ابتسمت تدريجيًا وقالت :-
_ أجمل حاجة حصلت ما بينـا أننا ما استنيناش أدلة تثبت لكل واحد فينـا أن التاني بريء ، رمينا كل حاجة وراها ضهرنا عشان نبقى مع بعض...لما ببصلك بحس أني راضية عن كل اللي فات والصبر والوجع اللي حسيت بيـه...كفاية عليـا تبقى أنت الهدية بعد الدموع...أنا اتوجعت كتير أوي يا وجيه وعمري ما حسيت أن ليـا ضهر حتى وأهلي موجودين...

تطلعت لدمعة مرت من عينيها لوجنتيها بهدوء فأقترب لعينيها قائلا بحنان :-
_ اعتبريني كل حاجة...يا كل حاجة...
ابتسمت لـه دامعة العينين ليتابع بدفء :-
_ مش عارف ليـه في احساس غريب في وسط مشاعر كتير بحسها لما ببصلك...بحس أنك بنتي...ليهـا حق السماح جوايـا لو غلطت....ساعات كتير بتمنى لو كنت قابلتك من سنين فاتت وعشت معاكي العمر اللي ضاع مني..
تعلقت برقبته بدلال وقد تحكمت بدموعها قائلة بهمس :-
_ أنت قلت بنفسك قبل كده...كل عمر وليـه دقاتـه ، أنا مكنتش هقبل غير اللي أنـا شيفاه في عنيك دلوقتي...ده اللي مافيش واحدة في الكون ما تتمناهوش...
نظر لعينيها بعمق...سؤال صارخ بعينيه...
والإجابة...علامة الرضا في الصمت والحياء...
ابتسمت بخجل شديد وهي تنظر لجهة أخرى من عينيه المتسائلة بما يربكها بقوة.....
لو كانت الشياطين تزين اللقاء بالرغبة الشيطانية المحرمة...فأن الملائكة تهنأ شرعية اللقاء وترحل بخفة للخصوصية...
امتلأت عينيه بالدفء وهو يقترب حتى انتفضت للي بذعر عندما صدح صوت عيار ناري فجأة بصوتٍ مدوي بالهواء...ابتعدت وهي تضع يدها على اذنيها بصراخ....
استدار وجيه بذهول للشرفة فجذبته برعب وهي تبكي من الخوف :- اكيد هو...مش هيسيبني وهينفذ تهديده أنـا عارفة
أغلق وجيه باب الشرفة جيدًا ثم ربت على كتفيها بلطف كي تطمئن بعدما اصابتها هيسترية البكاء مرة أخرى....قال :-
_ خليكي هنا على ما أشوف إيه اللي بيحصل...
هتفت برفض وهي تتعلق بيديه :-
_ لأ ما تمشيش خليك هنا ، ده مجرم أنت ماتعرفهوش ، هو عارف أني بخاف من الصوت ده أنا متأكـدة أنه هو...
كبت وجيه موجة غضب شرسة بداخله كي لا يخيفها فقال بثبات :-
_ ما تقلقيش يا للي ، خليكي هنا على ما ارجع ، ما اتخلقش اللي يهدد ولا يمس أي حد يخص وجيـه الزيان...
تركها وخرج من الغرفة وانتبهت أنه يغلق الباب بالمفتاح الخاص به....وقفت تنظر للباب باكيـه بذعر وهي ترتل أدعية كي يحفظ رب العالمين زوجها الحبيب....
                                    *****
صدح صوته وجيـه بإرجاء القصر بعنف حتى تجمع الحرس بخوف من غضبه وثورته هذه....هتف بعنف :-
_ صوت المسدس ده جه منين ؟! وأزاي حد يقرب للقصر ويعمل كده وانتوا موجودين ؟!!
تلعثم قائد الحرس قائلا :- أنا بعتذرلك يا باشا بس الصوت جه من باب الجنينة والحارس بتاع الباب ده خد أجازة النهاردة عشان تعبان وبعت اجيب حد غيره...مش هتحصل تاني
أشار وجيـه بتحذير:-
_ جيب طقم حرس تاني غيركوا ومش عايز مخلوق يقرب للبوابة اللي برا وإلا أنت عارف هيحصلك إيـه...
تأسف الرجل مجددًا وقال :- غلطة ومش هتكرر يا باشا ، واللي عمل كده هجيبه...
انصرف الحرس بعد قليـل ليعود وجيـه لغرفته بالطابق العلوي...
دلف للحجرة ليجد للي تتمدد على الفراش بوضع الجنين وهي تنتفض من البكـاء...أسرع إليـها بقلق ثم أخذها بين ذراعيه ليطفأ نوبة هذا الذعر بدفء قلبـه....ضمهـا بقوة قائلا :-
_ اطمني مافيش حاجة تقلق....الصوت من برا القصر على الطريق ،مايقدرش حد يدخل هنا اصلًا...
قالت وهي تنتفض من الخوف وتتمسك بملابسه بقوة  :- أنا مش خايفة على نفسي اد ما خايفة عليك أنت...
سجنها بين ذراعيـه بحماية وقال بتأكيد :-
_ الموضوع ده هينتهي خلال ساعات...اوعدك
     ظلت سجينة ذراعيه حتى هدأت تمامًا...تنهد وجيه بشعور شرس بالانتقام من هذا المجرم....تمنى لو يقع بين يديه حتى يشب اظافره بعنقه وينتهي من امره للأبد...
                                    
***بموقع العمل ***

كانت جميلة تتحدث وتتساءل عن بعض الأشياء بينما جاسر يقف بين العمال ينظر للفراغ بتيهة...انتهت جميلة من الحديث فرحل رئيس العمال.....تطلعت به باستغراب متساءلة :-
_ جاسر ؟! جـــــاسر ؟!
انتبه جاسر ونظر إليها بتوتر قائلا :- معاكي
قالت وهي تدقق بحيرة نظرته وتردد نبرته وتلعثمه :-
_ أنت مش معايـا خالص !! مالك تايه كده وسرحان ؟!!
هز رأسه بنفي وحاول التظاهر بالمرح فقال :-
_ لأ ابدًا ....كنت بفكر في شوية حاجات كده تخص خطوبة يوسف ومش عارف اجيب هدية إيه ! تعالي اختارلي هدية اقدمها لحميدة خطيبة يوسف انتي اكيد عارفة ذوقهـا...
ابتسمت قائلة :- ده اللي محيرك ؟!! بسيطة...في محل هدايا كبير أعرفه...إيه رأيك نروحلـه ونختار هديـه حلوة كده ؟
قال موافقا بابتسامة :- واختاري لنفسك احلى هدية...أنتي هدية كبيرة أوي يا جميلة...فعلًا كنتي تستاهلي حد احسن وانضف مني..
قالت جميلة بينما سرا احتارت من اسلوبه الغامض بهذا اليوم:-
_ أنت قلتلي أنك عايز تتغير ، وأنا وافقت اكمل على العهد ده...أنت مش وحش يا جاسر بدليل أنك شايف نفسك كده وما انكرتش...أنا هصبر عليك لحد ما تبقى زي ما بتمنى وتقرب لربنـا وتبقى انسان تاني غير اللي كنته في السنين اللي فاتت..
ابتسم بمحبة وقال لأول مرة دون أي مكر بداخله :-
_ خايف أقولك نفسي في ايه دلوقتي تفهميني غلط ، بس أنا متمسك بيكي زي المريض اللي بيموت ونفسه يعيش...أنتي ما تستاهليش أني بس اتغير عشانك...أنتي تستاهلي اعيشلك عمري كله بكل لحظة فيـه أعيشها جانبك...أنتي كبيرة في نظري أوي..
توردت وجنتيها خجلا وابتسمت لثوانِ ثم قالت بتظاهر الثبات :-
_ طب يلا عشان نجيب الهدية ومنتأخرش...
أشار بنظرة حنونة :- يلا بينـا
                                         *****
**بمكتب آسر**
ظل يذرع الغرفة ذهابًا وايابًا بعد تم الغاء اجتماع اليوم لفريق المهندسين....أخرج من مكتبه ملف بيانتها الخاصة ثم دون رقم هاتفـها على هاتفه وأجرى اتصال وهو يزفر بغضب هائل....
تلقت سما اتصال برقم مجهول...نظرت للرقم بتعجب وهي تأكل قطة من "البطيخ " التهمت قطعة قائلة :-
_ رقم مين ده ؟! مش هرد...
القت الهاتف من يديها وعادت للطبق المليء بقطع البطيخ وقالت بشراهة تطل من عينيها :- بطيخة عسل عسل هستفرس بيها قبل ما العيال يجوا...
صدح صوت هاتفها مجددًا فنظرت للهاتف بتأفف وقالت بغيظ :-
_ ده أنت رقم جزمة ، فايقة وباكل بطيخ وانت عمال تيت تيت
فتحت الاتصال وهتفت دون أن تدري ما تتفوه به :-
_ مين الغتت أو الغتته اللي بيتصل دلوقت وانا باكل بطيخ ؟! دي مش غتاته دي حماقة !!
هتف آسر بعصبية :- حماقة !!
اتسعت عين سما بذهول وقالت بتلعثم :- حماقي..
كاد أن يعود للحديث بصياح فأغلقت الخط وهي ترتجف من التوتر...
نظرت للهاتف للحظات لتنفجر من الضحك ثم نظرت للهاتف بثقة وبمكر...قالت وهي تأكل قطعة أخرى من الفاكهة اللذيذة:-
_ ما استحملش غيابي فيمتو ساعتين...ده انت قلبك اتمرمط يا بني...عشان تبقى تتجاهلني في الجاهلية هههههههه

وضع آسر الهاتف من يده بغيظ وعصبية ورغم ذلك شيء بداخل ابتسم لقولها العفوي....هي دائمًا تتصرف بعفوية مع الجميع وتقل كل شيء...
عاود الاتصال بها فنظرت سما للهاتف بتوتر...احتارت من الاجابة أو تجاهله....بعد قليل ارسل لهـا رسالة نصية محتواها يقل...
(تتردلك في الأفراح...استني كام ساعة بس )
تعجبت من الجملة ولم تفهم ما يقصده فقالت :-
_ يقصد ايه بالافراح؟ ثواني كده....خطوبة حميدة بكرة !! يالهوااااي
                              ********
  **بمكتب رعد **
ظل يرمقها من وقت لآخر بينما هي تظاهرت أنها تعمل....فكرها يشرد فيما قالـه بتعجب وحيرة...قالت فجأة متساءلة :- انا مستغربة أن في مسابقة تطلب منك الطلب الغريب ده ؟!! لو شغل شركات كنت قلت ممكن عشان الاقامة وكده لكن مسابقة فده غريب شوية...لأ كتير مش شوية !!
قال بغيظ :- مسألتهمش السبب والله...لازم أنفذ الشرط وخلاص من غير اسئلة مش هتجيب نتيجة ، هو احنا دلوقتي في الشرط ولا في العروسة ؟!!
قالت بعصبية :- واشمعنى أنا اللي اخترتني ادورلك على عروسة ؟! أنت بتشتغل واكيد تعرف بنات كتير ليه ما اخترتش واحدة منهم وريحت نفسك !!
رمق تلك اللمعة الحزينة بعينيها فرفق بها قائلا :- لأني واثق فيكي يا رضوى ، أنا عمري ما شغلني أي بنت اشتغلت معايا...
قالت ساخرة رغم المرارة بحلقها :- ليه وحشين مثلا !!
نفى قائلا :-
_ بالعكس...احلى مما تتخيلي...بس مش أنا اللي أحب واحدة بتعري جسمها قدام الجميع عشان شوية فلوس ، اللي بشتغل معاهم مش بتبان في عنيهم لحظة خجل أو حياء وهما لابسين مايوه وبيتصوروا قدام كاميرا....اللي كده مابتغرنيش يا رضوى لأنها متاحة...كل الرجالة اللي حواليها عارفين كل تفاصيل جسمها من كتر ما اتعرت في التصوير ، تفتكري يوم ما اخلى واحدة تشيل اسمي هختار واحدة منهم ؟!! مستحيل
رغم اعجابها بعقلانيته وحديثه ولكنها احتارت فيما يريده فقالت :-
_ اومال أنت عايز ايه ؟!
نهض من مقعده...هناك أحاديث لا تحب المسافات البعيدة....وقف امامها قائلا :- ممكن توقفي دقيقة
رفعت نظرتها إليه بتوتر فتابع بهدوء :- متخافيش
وقفت ببطء وبتردد ونظرت له بارتباك وخجل فقال مبتسما بحنان :-
_ عايزها زي أمي بالضبط ، جمالها كله في حنيتها وهدوئها ، دفا بيخطف القلب من غير مانحس ، أمي مكنتش اجمل ست والدي قابلها في حياته ، كان دايمًا بيقولها أنتي اميرة عمري السمرا ، كان بيحكي عن حبه ليها للكل ، فاكر مرة زعلت منه لشيء معرفش ايه هو ، تعرفي عمل ايه ؟
قالت بتلهف للمعرفة :- عمل ايه ؟
ابتسم بعشق :- خدها غصب عنها وسافروا ، ساب كل حاجة عشانها ، صالحها بطريقته...هو ماحبهاش عشان الأجمل...هو حبها عشان قدرت تاخد كل الاماكن جواه...الزوجة ماينفعش تبقى زوجة وبس هتفشل اكيد....الزوجة أم وصديقة واخت وكل حاجة...عرفتي اخترتك أنتي ليه ؟
نظرت له برجفة فكأنه قصد شيء آخر بجملته الآخيرة...فتمم بتصميم :- أنا مش أقل من والدي في التحدي...ومش ناوي أسافر لوحدي...
ادمعت عينيها وقالت بقصد  :- خايفة تتوه مني ومالاقيهاش ، ماتعتمدش عليـا..
قال بثقة ودفء :- أنا واثق فيكي وواثق من اختياري...هتعب شوية ممكن بس في الآخر هتبقى جانبي أنا متأكد...
مسحت عينيها ونظرت له بصمت فهز رأسه بابتسامة مؤكدة...ابتسامة أخبرتها أن تطمئن....
                                *********
في فصل النهاردة يا بناويت 😏😂
اما نشوف سي رعد اللي قالب على وجيه ده 😂💔

# روبا

________________________



:: جميع الحقوق محفوظة لكاتبة الرواية ::


#رحاب_إبراهيم🥰😍❤

هل تريد كتابة التعليق.. اترك تعليقك هنا ..
التعبيراتالتعبيرات